الخلق الحسن

الخلق الحسن

بادروا بالأعمالِ الصالحةِ فستكونُ فتنٌ كقطعِ الليلِ المظلمِ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ لهُ النعمةُ ولهُ الفضلُ ولهُ الثناءُ الحسنُ وصلواتُ اللهِ البرِّ الرحيمِ والملائكةِ المقربينَ على سيدِنا محمدٍ أشرفِ المرسلينَ وعلى ءالهِ الطيبينَ الطاهرِينَ.

أما بعدُ فلقد حضَّ الرسولُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ على المبادرةِ إلى الخيراتِ وعلى قضاءِ حوائجِ بعضِنا البعضِ وحثَّنا حثًّا بليغًا على الازديادِ مِنَ الخيرِ فقالَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: "بادروا بالأعمالِ الصالحةِ فستكونُ فتنٌ كقطعِ الليلِ المظلمِ يُصبحُ الرجلُ مؤمنًا ويُمسي كافرًا ويُمسي مؤمنًا ويُصبحُ كافرًا يبيعُ دينَهُ بعرَضٍ مِنَ الدنيا" رواهُ مسلمٌ.

قالَ النوويُّ في شرحِ مسلمٍ: "معنى الحديثِ الحثُّ على المبادرةِ إلى الأعمالِ الصالحةِ قبلَ تعذرِها والاشتغالِ عنها بما يحدثُ مِنَ الفتنِ الشاغلةِ المتكاثرةِ المتراكمةِ كتراكمِ ظلامِ الليلِ المظلمِ لا المقمرِ، ووصفَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ نوعًا مِنْ شدائدِ تلكَ الفتنِ، وهو أن يمسيَ مؤمنًا ثم يصبحُ كافرًا أو عكسُهُ، وهذا لعظمِ الفتنِ، ينقلبُ الإنسانُ في اليومِ الواحدِ هذا الانقلابَ